فالأهرامات لم تكن مجرد مقابر للملوك ، إنما بناها الفراعنة لاسباب دينية ، وبمقاييس حسابية وهندسية خاصة ووفقا لمقاييس واعتبارات فلكية ترتبط إلى حد بعيد بالعقائد الدينية للفراعنة عموما ، وبالعقيدة النجمية خصوصا. لقد اكتشف علماء الفلك الأثرى أخيرا أن الأهرامات قد بنيت على نسق خاص يتطابق تماما مع نفس النسق الذي تتوزع به مجموعه نجمية معينه في السماء، وأنها موزعه على هضبة الجيزة بنفس النظام الدقيق الذي لا يكاد ينحرف قيد أنمله عن حزام اوريون النجمي في مجموعه نجوم اوريون. وعلى الرغم من اكتشاف علماء الفلك الأثرى وعلماء الآثار في الشرق والغرب لكثير من أسرار الأهرامات ، إلا أن هذه الأهرامات ظلت ولا تزال من اعظم الشواهد على عظمة المصري القديم وحضارته الخالدة ولا زالت تعتبر لغزا من الألغاز التي حيرت العلماء وادهشتهم ، اذ أنها لا زالت تطرح على العقول الكثير من الأسئلة المعجزة منها على سبيل المثال :
كيف أمكن للإنسان القديم في العصر الحجري أن يبني مثل هذه الصروح الشاهقة بمثل هذه المقاييس الهندسية المعجزة. وكيف نقلوا هذه الأحجار الضخمة التي تزن عشرات الأطنان لمسافات طويلة من أسوان إلى الجيزة ؟ ثم قطعوها ونشرها وهذبوها ؟ ثم كيف تكنوا من رفعها ووضعها في مكانها دون أدنى خطا في المقاييس الهندسية والزوايا الدقيقة التي صممت الأهرامات على أساسها.
ماهو سر القوة النفسية الهائلة التي يتمتع بها الهرم الأكبر على وجه الخصوص ، ولماذا لا تفسد المواد العضوية والغذائية اذا تركت داخل الهرم الاكبر مدة طويلة ، بينما تفسد بعد ايام قليلة اذا تركت في الهواء في أي مكان اخر؟ هذه الاسئلة وغيرها الكثير هي الاسئلة التي تطرح نفسها على الاذهان التي حيرتها اعجوبة الاهرامات وادهشتها عظمة مصر القديمة بعلومها وعقائدها واسرارها وغوامضها المدهشة العجيبة.
في مصر 97 هرما ، لكن أهرام الجيزة وحدها حظت بالشهرة والاهتمام ، ومن بين اهرامات الجيزة حظت اهرام خوفو و خفرع و منقاورع بالاهتمام الاعظم لما لها من شموخ وضخامة واعجاز في البناء الهندسي كان من الدلائل والعلامات الهامة على ارتباط الاهرام بكثير من الاسرار الفرعونية القديمة والعلوم والحكم عند القدماء ، الامر الذي جعل الاساطير تنسج نسيجها حول اسرار بناء الاهرامات. ومع تزايد الاهتمام العلمي بالغاز الاهرامات عموما واهرامات الجيزة للاسرة الرابعه خصوصا.
اكتشف العلماء بعض اسرار الاهرامات وتمكنوا من فك الغاز الكثير من الطلاسم فتكتشفت الكثير من الحقائق المذهله حول الاهرامات
أسرار وحقائق مذهلة حول الاهرام
إن بناء الأهرام يدل على اعظم عمليه بناء في التاريخ كله وقد استغرقت عمليه تشييد الأهرام ما لايقل عن خمسة قرون بين (2686 – 2181 ق.م) في الدولة القديمة من الأسرة الثالثة حتى السادسة ( عصر الأهرامات ) وقد بلغ عدد الأهرامات 28 هراما كلها في مساحة صحراوية تمتد من ابو راوش الى ميديوم جنوبا (80 كيلو مترا طولا و 4 كيلو مترات عرضا ) وهذه المنطقة هي المعروفه بجبانه منف ( ممفيس) واشهر هذه الأهرامات جميعا : خوفو وخفرع ومكاروع.
وزن هرم خوفو (الأكبر ) حوالي 6.3 مليون طن وعدد حجارته 2.5 مليون قطعة حجرية ، متوسط وزن القطعه 2.6 طن ، ويصل وزن بعض الأحجار إلى 10-15 طنا. أما وزن حجرة الملك بسقوفها الخمسة فهو 1500 طن. يبلغ محيط قاعدة الهرم حوالي كيلومتر واحد ، وكل طرف من اطراف القاعدة 230 مترا ، اما ارتفاع الهرم فهو 147 مترا ومساحته 53 الف متر مربع.
هناك علاقة وثيقة الصله بين مقاييس الهرم الاكبر وبين شكل الأرض وحجمها ومختلف قياساتها.
يقع الهرم الأكبر على نقطة على سطح الأرض تقع تماما في ثلث المسافة بين خط الاستواء والقطب الشمالي.
الشمالي – الجنوبي \” للهرم الأكبر مع محور الأرض ( الشمالي – الجنوبي )
يتوازى المحور الزاولي بفارق 3 من 60 درجة ، وبذلك يكون موقع الهرم أدق من موقع البناء المشيد على خط غرينتش في لندن والذي بلغت نسبة انحرافه 9 من 60 درجة
إذا رسمت بعض الخطوط التصنيفية على الهرم من الشمال إلى الجنوب سنجدها تقسم الدلتا إلى قسمين متساويين وإذا رسمت عليه بعض الخطوط القطرية من راس الهرم مرورا بزاويتي قاعدته الشمالية الشرقية والشمالية الغربية سنحصل على مثلث يستوعب الدلتا بكاملها.
سوف تشير الخطوط الطولية والقطرية المرسومة الى حدود مصر الرسمية القديمة الشمالية والشرقية والجنوبية ، لان هذه الخطوط ستمر بخط الطول 32 38 درجة شرقا ، 59 50 شرقا ، 31 14 شرقا ، 13 6 شمالا ، 42 6 جنوبا.
اقيمت اهرامات خوفو وخفرع ومنكاورع على هضبة الجيزة بشكل يتيح لها ان تكون متوازية تماما مع نجوم الشمال وتتجه لناحية نجوم الجنوب . اضافة الى ان جوانبها الاربعه تواجهه وتشير الى الجهات الاربع بدقة متناهية
الجوانب الاربعه للاهرامات تشكل زوايا اقرب ما تكون الى 90 درجة بفارق ضئيل جدا ، يصعب علينا اليوم تحقيق مثاله رغم تقدمنا التكنولوجي والهندسي وتقدم معداتنا الائنشائية
صمم الهرم الاكبر بطريقة تجعله مقياسا مصغرا لنصف الكرة الشمالي من الكرة الارضية وبنسبة محددة هي (43200:1) بحيث يرمز راس الهرم الى القطب الشمالي / وترمز قاعدته إلى خط الاستواء. بمعنى انه بقياس وارتفاع ومحيط قاعدة الهرم الأكبر وقرب الرقمين في 43200 نحصل على القياس الذي اكتشفه المصري القديم لمحيط الكرة الارضية بدقة مذهلة لا يتخللها من الخطا سوى نسبة ضئيلة جدا هي (1%)